-->

متلازمة موت المهد المفاجئ؟ للاطفال


ما هي متلازمة موت المهد المفاجئ؟
تعرف متلازمة موت المهد المفاجئ اختصاراً بالكلمة الأجنبية SIDS والتي تعني متلازمة موت الأطفال المفاجئ. ولا تعتبر مرضاً منفصلاً بحد ذاته، بل هي تشخيص يصف الموت غير المتوقع للطفل الذي يتمتع بصحة جيدة من دون أي إنذار أو سبب واضح.
حين يعجز الأطباء عن تحديد سبب الموت بدقة بعد القيام ببحث شامل بما فيه الكشف ما بعد الوفاة، والبحث في المكان الذي مات فيه الطفل ومراجعة معلومات الطفل الطبية، يُعزى سبب الوفاة حينها إلى « موت المهد ».
يسجّل « موت المهد » أيضاً تحت مسمى SIDS وتعني متلازمة موت الطفل المفاجئ، أو SUDI أي موت الطفل المفاجئ وغير المتوقع أو ببساطة موت المهد غير المتحقق منه. يمكنك سماع أي من هذه التسميات عندما يتعلق الأمر بموت المهد. لا يوصف موت الطفل بمتلازمة موت الطفل المفاجئ SIDS لو تسبب أمر محدد بالوفاة، مثل حادث ما أو التهاب أو مشكلة سابقة مجهولة موجودة منذ ولادة الطفل (مشكلة عدم تجانس).
في أقل من نصف جميع حالات موت المهد، يُكتشف أن السبب وراء ذلك هو حالة صحية أو مرض ما أو حادث. يعتبر موت المهد أمراً نادر الحدوث، لكنه لا يزال السبب الأكثر شيوعاً للوفاة بين الأطفال حديثي الولادة.
لماذا يحدث موت المهد؟لا أحد يعرف لماذا يموت الأطفال بهذه الطريقة. لكن يعتقد الأطباء حالياً أن المسألة مرتبطة بمجموعة من العوامل التي تؤثر على الطفل في هذه المرحلة الحساسة من تطوره. يظنّ البعض أن لدى هذه الفئة من الأطفال مشكلة في جزء من الدماغ مسؤول عن التحكّم بعمليتي التنفس والاستيقاظ، لذا لا يستجيب تنفسهم بشكل طبيعي في حالات معينة، مثل أن تغطي البطانية أي الحرام أو الشرشف أنفهم أو فمهم.
متى يحدث موت المهد؟يحدث موت المهد غالباً، وليس دائماً، أثناء النوم. قد يكون ذلك خلال النوم الليلي في المهد أو حتى أثناء القيلولة في أي وقت من النهار، في عربة الطفل أو حتى بين يدي الأهل. كما أنه شائع أكثر خلال مواسم البرد رغم أن الأسباب غير مفهومة تماماً بعد.
من هم الأطفال الأكثر عرضة لهذه الحالة؟إن موت المهد غير شائع بين الأطفال دون الشهر الأول من العمر. فهو معروف أكثر عند الصغار خلال الأشهر الثلاثة الأولى، ويبلغ ذروته خلال الشهرين الثانيين. تنخفض المخاطر كلما كبر الطفل مع 90% من حالات موت المهد بين الأطفال دون الشهر السادس، وقلّما يحدث موت المهد بعد عمر السنة. تذكري أن موت المهد أمر نادر الحدوث.
تمر الأشهر الستة الأولى من حياة معظم الأطفال من دون أية مشاكل. من النادر جداً أن يحدث موت المهد مرتين في نفس العائلة. يمكن لموت المهد أن يصيب أية عائلة، لكنه ينتشر أكثر بين العائلات الفقيرة. يعتبر معدل حدوث موت المهد أعلى لدى الأطفال الذين يكون عمر أمهاتهم أقل من 20 عاماً عند الإنجاب.
توجد عوامل لا يمكن تجنّبها وتعرّض الطفل لخطر موت المهد منها:الطفل الذكر: يصيب موت المهد الذكور بنسبة أكبر بقليل من الإناث، إذ أن نسبة 60 بالمئة من حالات موت المهد تصيب الأطفال الذكور مقابل 40 بالمئة بالنسبة للإناث.
المولود قبل أوانه أي الخديج أو المبتسر (قبل 37 أسبوعاً)
المولود بوزن منخفض (أقل من 2.5 كيلوغراماً).
كيف أقلل خطر إصابة طفلي بموت المهد؟لسوء الحظ لا سبيل لتجنّب موت المهد، لكن يمكنك القيام بأمور تُبقي طفلك آمناً وتخفف مخاطر حدوث الحالة.
ضعي طفلك للنوم على ظهره في مهده أو سلة موسى. يجب أن يكون معك في غرفة واحدة خلال الستة أشهر الأولى من عمره. يقل احتمال تعرّض الأطفال الأصحاء الذي يوضعون على ظهورهم عند النوم للاختناق. يعتبر هذا هو المكان والوضع الأكثر أماناً كي ينام فيه طفلك. حين يبلغ الطفل شهره الخامس أو السادس، يبدأ بالتدحرج أو التقلّب فينخفض خطر موت المهد ويصبح من الآمن حينذاك ترك طفلك كي يكتشف وضعية النوم المريحة. لكن استمري بوضعه على ظهره عند النوم. لو استيقظتِ ووجدته نائماً على بطنه، غيّري وضعيته بلطف لينام على ظهره، لكن لا تقلقي وتستيقظي باستمرار للتأكد من وضعيته خلال الليل.
يستطيع الأطفال الأكبر سناً عادة التدحرج أو التقلّب على ظهورهم بأنفسهم. لا تحتاجين إلى النهوض والتحقق طوال الليل لأنه من المرجح أن يغير وضعيته بانتظام عندما يكون نائماً.
لا تدخّني أثناء الحمل ولا تسمحي للآخرين بالتدخين بالقرب من طفلك. إذا كنت تدخنين أثناء أو بعد الحمل، فسيزيد ذلك مخاطر تعرض طفلك لموت المهد. يعتبر موت المهد أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين يتعرضون بانتظام للدخان. يزداد الخطر على طفلك إذا كان هناك مدخّن في المنزل، حتى لو كان يدخّن في غرفة أخرى مع نافذة مفتوحة أو بوجود جهاز تنقية للهواء.
اطلبي من زوّارك التدخين في الخارج وحاولي إبقاء الهواء، في مكان تواجد طفلك، نقياً وخالياً من الدخان. قد يساعد ما يلي أيضاً على تقليل خطر تعرض طفلك لموت المهد مع أن الأدلة أقل وضوحاً.
لا تدعي طفلك يتعرض للحرّ الشديد. ترتبط الحرارة الزائدة على الطفل بتزايد مخاطر متلازمة موت المهد. أبقي غرفة نوم طفلك على حرارة مناسبة (تتراوح بين 23 و25 درجة مئوية). يجب أن ينام الطفل بالقرب من المكيف أو جهاز التدفئة أو تحت أشعة الشمس المباشرة. لا تستخدمي قنينة المياه الساخنة أو الغطاء الكهربائي. ضعي طفلك للنوم ورجلاه عند مؤخرة سريره. لا تغطي وجهه ولا ترفعي الغطاء أعلى من مستوى كتفيه. إذا كنت تستعملين حقيبة نوم، فتأكدي من أنها مناسبة وأن طفلك لا يغرق فيها.
أما علامات الحرارة الزائدة عند الطفل فتشمل:التعرّق
الشعر الرطب
الطفح الجلدي الحراري
السرعة في التنفس
اضطراب النوم
الحمّى.
تحسّسي بطن طفلك أو رقبته للتأكد إذا كان ساخناً أو بارداً ورتبي فراشه بناء على نسبة الحرارة. لا تلمسي اليدين أو الرجلين للتأكد من دفئهما، فمن الطبيعي أن تكون باردة على أية حال. أزيلي قبعة طفلك وأية طبقات إضافية من الملابس حالما تدخلين المنزل بعد قدومك من الخارج، حتى لو كان يعني ذلك إيقاظ طفلك من نومه.
لا تنامي أبداً على أريكة أو كرسي مع طفلك. بعد احتضان طفلك أو إرضاعه، ضعيه على ظهره في مهده على فراش مسطّح ومتين وليكن نظيفاً ومناسباً لحجم سرير طفلك، ويجب ألا يكون مزوداً بفجوات عند الأطراف. لا يعتبر السرير المائي، أو كيس القماش، أو سترة حمل الطفل وغيرها من الأغراض الناعمة مناسبة لطفلك خلال النوم. يجب أن يكون الجزء الخارجي من الفراش مضاداً للماء ومغطّى بشرشف.

فيما يخصّ أغراض السرير، استخدمي شرشفاً وبطانية ذات فتحات صغيرة (مخرمة) أفضل من اللحاف أو كيس الطفل الخفيف. لا يجب أن تكون أكياس النوم كبيرة لأن الطفل قد يغرق فيها. إذا شعر طفلك بالحرّ، فأزيلي عنه البطانية. ولو شعر بالبرد، غطّيه بواحدة إضافية. لا تستخدمي اللحاف أو البطانية أو المخدة.
أرضعي طفلك رضاعة طبيعية إذا كنت تستطيعين لأن الرضاعة الطبيعية قد تقلل خطر تعرض الأطفال لموت المهد. يزيد حليب أي لبن الأم أيضاً مقاومة طفلك للعدوى.
خذي طفلك إلى الفحوصات أو الاختبارات الدورية وفي المواعيد المحددة لأخذ اللقاحات أي التطعيمات واطلبي استشارة طبية إذا كان لا يبدو بخير.
ماذا عن القيلولة في النهار؟أشارت الدراسات الحديثة إلى ضرورة اتباع إرشادات السلامة خلال النوم حين يأخذ طفلك قيلولته في النهار وكذلك عندما ينام في الليل. ضعيه على ظهره وتأكدي من أنه لا يستطيع تغطية وجهه. كما تنصح الدراسة بإبقاء الطفل في نفس الغرفة معك حين يأخذ قيلولة النهار على مدى الأشهر الستة الأولى من عمره. قد يكون سرير الطفل المتنقل أو سلّة موسى طريقة مناسبة لإبقائه إلى جانبك عندما تقومين ببعض الأعمال.
ماذا عن استخدام اللهّاية أي المصاصة؟قد يقلّل استخدام طفلك اللهاية عندما تحاولين جعله يستقر في النوم أو حتى عند أخذ قيلولته النهارية، خطر حدوث متلازمة موت المهد غير أننا نحتاج إلى مزيد من الأبحاث في هذا الشأن. ذكرت نظرية واحدة أن مقبض اللّهاية قد يساعد على وصول الهواء إلى قنوات تنفس طفلك، حتى لو تغطى وجهه بالأغطية. قد يساعد استخدام اللّهاية أيضاً على تقوية الأعصاب التي تتحكم في قنوات التنفس العليا لدى طفلك.
إذا قررت إعطاء طفلك اللهاية في وقت مبكر، فقد يتعارض مع عملية الرضاعة الطبيعية. لذا تنصح الأم المرضعة بالانتظار حتى يبلغ الطفل عمر الستة أسابيع قبل إعطائه اللهاية. وسيمنحك هذا الأمر وطفلك فرصة أكبر لترسيخ عملية الرضاعة. حاولي فطام طفلك عن اللّهاية عندما يبلغ سنة من العمر.
لا تقلقي إذا وقعت اللهاية خلال نوم طفلك. ولا تجبري طفلك على أخذها ما لم يكن يحبّها.
هل أجهزة مراقبة النوم وغيرها من الأدوات مفيدة؟قد ينصح الأطباء باستخدام أجهزة مراقبة إلكترونية للتنفس تصدر صوتاً في حال توقف طفلك عن التنفس لفترة من الوقت. وقد تشمل ربط مجسّ الحركة بطفلك، أو ربط جهاز الموجات ما فوق الصوتية أو وسادة حساسة للضغط إلى السرير. وليس هناك دليل يدعم استعمالها، فقد يموت الأطفال حتى مع وجود هذه الأجهزة، لذا لا ينصح الخبراء باستخدامها مع الأطفال الأصحاء.
إذا عانى طفلك سابقاً من حوادث تنفس خطيرة أو غيرها من العوامل المؤدية إلى موت المهد، فقد ينصحك الطبيب باستخدام جهاز محدد.
هل من الآمن النوم مع طفلي في السرير؟يعتبر نوم الطفل في سريره الخاص في غرفتك هو الحل الأكثر أماناً خلال الأشهر الستة الأولى من حياته. قد تجد بعض الأمهات أن القيام بالرضاعة الطبيعية أسهل إذا كان الطفل ينام معهن في السرير. لا تتشاركي السرير مع طفلك إذا كنت أنت أو زوجك:
مدخنين (حتى لو كنتما لا تدخنان أبداً بالقرب طفلك)
تتناولين أو يتناول أدوية تسبّب النعاس
مرهقة أو مرهق جداً.
تزداد أيضاً مخاطر المشاركة في السرير إذا كان طفلك:
خديجاً أي مولوداً قبل أوانه (قبل 37 أسبوعاً من الحمل)
من المواليد منخفضي الوزن (وزنه أقل من 2.5 كلغ).
المصدر:babycenter
TAG

عن الكاتب :

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *