هل تعلم انة كان يوجد وقف لمصر ببلاد الحرمين و ان وزارة الاوقاف كانت منوطة بادارة تلك الاوقاف
تم هدم التكية في مكة و المدينة 1983 و لنقل انة كان سبب سياسي
تم هدم التكية في مكة و المدينة 1983 و لنقل انة كان سبب سياسي
و تم وقف المحمل الشريف لكسوة الكعبة عام 1962
بسبب المشاكل التي ظهرت نتيجة حرب الاذاعات المصرية و السعودية و توتر العلاقات ايام عبد الناصر
بسبب المشاكل التي ظهرت نتيجة حرب الاذاعات المصرية و السعودية و توتر العلاقات ايام عبد الناصر
نرجع لموضوع التكية
مع دخول محمد علي باشا ل شبه الجزيرة العربية قام بإنشاء تكية مصرية في مكة المكرمة و قام ابنه القائد العسكري إبراهيم باشا بإنشاء تكية في المدينة المنورة لإطعام حجاج بيت الله من المصريين و كل الجنسيات و استمرت تؤدي دورها الخيري حتى هدمتها السلطات السعودية عام 1983 .
إذا قصة التكية المصرية بدأت مع دخول جيوش الوالي محمد علي الأراضي الحجازية بداية من عام 1811 ميلاديا و رغم خروج مصر من شبة الجزيرة العربية عام 1840 و انتهاء السيطرة السياسية لمصر على أرض الحجاز إلا أن حبال التعاون ظلت ممدودة و ظل الحجار يعتمد على ما ترسله مصر سنويا من خيرات و مخصصات للحرمين الشريفين و للأشراف و القبائل العربية فيما عرف باسم مخصصات الحرمين و الصرة الشريفة .
و قد كتب إبراهيم رفعت باشا - الذي كان يتولى حراسة المحمل المصري و كسوة الكعبة - عن التكية المصرية في الحجاز في الجزء الأول من كتابه القيم “مرآة الحرمين” صفحة 185 قائلا : ”التكية المصرية – هي من الآثار الجليلة ذات الخيرات العميمة و أنها نعمت صدقة جارية لمسديها ثواب جزيل و أجر عظيم و قد أنشأها ساكن الجنان محمد علي باشا رأس الأسرة الخديوية في سنة 1238 هجرية .
و قد خصص محمد علي هذه التكية لخدمة فقراء الحرم المكي من جميع الجنسيات و الشعوب المختلفة الذين أعوزتهم الحاجة و لا يجدون مأوي يأوون إليه و لا يجدون طعاما يقيمون به عودهم .
و أضاف ” يرد إليها من الفقراء في الصباح و المساء فيتناول الفقير في كل مرة رغيفين و شيئا من “ا لشوربة” و ربما أعُطي أكثر من ذلك إن كان فقره مدقعا و كثير من نساء مكة و حواريها الفقراء يتعيشن بما يأخذن و يكتفين بذلك عن مسألة الناس و يصرف يوميا من الخبر و الأزر و اللحوم و السمن . و تزيد الكميات كل يوم خميس و كذلك طوال أيام شهر رمضان المبارك و أيام الحج .
و كان عدد الأشخاص المستفيدين يوميا من تكية مكة في الأيام العادية أكثر من 400 شخص و يزيد العدد في شهر رمضان و ما يليه من شهور ليصل إلى أكثر من 4 آلاف شخص في اليوم الواحد خلال موسم الحج .
و للتكية ناظر و معاون و كتبة يقومون جميعا بخدمة الفقراء . و بها طاحونة لطحن القمح . و فيها مطبخ واسع به ثمانية أماكن يوضع عليها أوان ثمان من ذات الحجم الكبير (قزانات ) . و فيها مخبز ذو بابين يخبز به العيش و مخزن و حجر للمستخدمين . و في مدة الحج يسكنها بعض عمال المحمل كالطبيب و الصيدلي و كاتب القسم العسكري .
و كانت خدمة تكية مكة و الإنفاق عليها ميدانا للتسابق بين حكام الأسرة العلوية . و كان للخديوي عباس حلمي الثاني فضائل عظيمة على التكية .
و ينقل لنا قومندان المحمل المصري إبراهيم رفعت باشا بيتان من الشعر على باب التكية يقولان:
( لعباس مولانا الخديوي فضائل .. عليها دليل كل يوم مجدد
رأيناه قد أحيا تكية جده .. فقلنا أ عباس بني أو محمد ؟ )
و هذان البيتان يشيران إلى وجود إصلاحات و تعديلات على وظائف التكية أدخلها خديوي مصر عباس حلمي الثاني و الذي عرف باهتمامه بالآثار المصرية و العديد من الإصلاحات التي أجريت على المساجد و المباني الإسلامية في مصر تعود إلى عصر هذا الخديوي الرائع .
و يصف لنا رفعت باشا الجو الروحاني للتكية من الداخل فيقول ” و لو سمعت الأدعية المتصاعدة من قلوب الفقراء لرب هذه النعمة لأكبرت هذا العمل و لانساقت نفسك إلى أمثاله إن كان لديك سعة في المال و بسطة .
تكية المدينة المنورة
أنشأها إبراهيم باشا بن محمد علي بمنطقة المناخة على يسار باب العنبرية و يبلغ طولها 89 مترا و عرضها 50 مترا .
و قد زودها إبراهيم باشا بالمخازن و الأفران و المطابخ و يأتيها رزقها رغدا من القمح و الأرز و اللحم و غير ذلك من ديوان الأوقاف بمصر حيث تفتح أبوابها لكل الفقراء بدون استثناء و كذلك كانت تأتي رواتب الناظر و الموظفين الذين يعينون من قبل الحكومة المصرية .
و في عهد والي مصر سعيد باشا حظيت تكية المدينة المنورة بعنايته و أصدر أمره في شهر رمضان سنة 1277 هجريا / 1860 ميلاديا بزيادة مرتباتها من اللحم و الأرز و الغلال و غير ذلك بالإضافة إلى زيادة مرتبات موظفيها .
و اشتملت أوامر سعيد باشا على أن تجمع تلك النقود من إيراد بعض أملاكه الخاصة في مديرية البحيرة .. أما الغلال فترسل من الأرض التي يملكها في فارسكور . أما الأرز فيرسل من زراعة ديروط .
كما اشترطت أوامر الوالي المصري أن تكون مصاريف النقل مأخوذة من إيراد أرضه في البحيرة .
و بلغت مساحة الأراضي الموقوفة على هذه الأمور الخيرية أربعة آلاف وسبعمائة و واحدا و خمسين فدانا و هو وما يوضح حرص سعيد باشا على الإنفاق على التكية من ماله و أملاكه الخاصة حتى تكون قربي له عند الله يوم القيامة .
و في عام 1909 بلغت النفقات على التكيتين في مكة و المدينة 1960 جنيها فيما بلغ إجمالي نفقات مصر في الحرمين 50 ألف جنيه .
نري في الصورة الشيخ على الغزالي و هو يتكأ على أريكة في التكية و يتقاضي راتبا شهريا ضخما بمقاييس ذلك الزمان .
كان الحج يتكلف أيام الخديوي عباس 3 جنيهات فقط . جنيه لتأجير جمل يحمل أمتعة الحاج من مصر إلى الأراضي الحجازية و باخرة من نويبع تحصل على 50 قرشا و غذاء الجمل يكلف جنيه أو جنيه و ربع . و حينما يصل الحاج إلى الأراضي الحجازية يتوجه إلى التكية المصرية يأكل و يشرب و ينام و يحظى بالرعاية الطبية على حساب الدولة المصرية .
يذكر أن إطعام الفقراء في التكية لم يكن متاحا للمصريين فقط بل كانت مفتوحة أمام جميع المسلمين على اختلاف جنسياتهم . أما المصريين فقد تمتعوا دون غيرهم بميزة الإقامة و السكن داخل التكية طوال مدة أداء الشعائر المقدسة ..
إذا قصة التكية المصرية بدأت مع دخول جيوش الوالي محمد علي الأراضي الحجازية بداية من عام 1811 ميلاديا و رغم خروج مصر من شبة الجزيرة العربية عام 1840 و انتهاء السيطرة السياسية لمصر على أرض الحجاز إلا أن حبال التعاون ظلت ممدودة و ظل الحجار يعتمد على ما ترسله مصر سنويا من خيرات و مخصصات للحرمين الشريفين و للأشراف و القبائل العربية فيما عرف باسم مخصصات الحرمين و الصرة الشريفة .
و قد كتب إبراهيم رفعت باشا - الذي كان يتولى حراسة المحمل المصري و كسوة الكعبة - عن التكية المصرية في الحجاز في الجزء الأول من كتابه القيم “مرآة الحرمين” صفحة 185 قائلا : ”التكية المصرية – هي من الآثار الجليلة ذات الخيرات العميمة و أنها نعمت صدقة جارية لمسديها ثواب جزيل و أجر عظيم و قد أنشأها ساكن الجنان محمد علي باشا رأس الأسرة الخديوية في سنة 1238 هجرية .
و قد خصص محمد علي هذه التكية لخدمة فقراء الحرم المكي من جميع الجنسيات و الشعوب المختلفة الذين أعوزتهم الحاجة و لا يجدون مأوي يأوون إليه و لا يجدون طعاما يقيمون به عودهم .
و أضاف ” يرد إليها من الفقراء في الصباح و المساء فيتناول الفقير في كل مرة رغيفين و شيئا من “ا لشوربة” و ربما أعُطي أكثر من ذلك إن كان فقره مدقعا و كثير من نساء مكة و حواريها الفقراء يتعيشن بما يأخذن و يكتفين بذلك عن مسألة الناس و يصرف يوميا من الخبر و الأزر و اللحوم و السمن . و تزيد الكميات كل يوم خميس و كذلك طوال أيام شهر رمضان المبارك و أيام الحج .
و كان عدد الأشخاص المستفيدين يوميا من تكية مكة في الأيام العادية أكثر من 400 شخص و يزيد العدد في شهر رمضان و ما يليه من شهور ليصل إلى أكثر من 4 آلاف شخص في اليوم الواحد خلال موسم الحج .
و للتكية ناظر و معاون و كتبة يقومون جميعا بخدمة الفقراء . و بها طاحونة لطحن القمح . و فيها مطبخ واسع به ثمانية أماكن يوضع عليها أوان ثمان من ذات الحجم الكبير (قزانات ) . و فيها مخبز ذو بابين يخبز به العيش و مخزن و حجر للمستخدمين . و في مدة الحج يسكنها بعض عمال المحمل كالطبيب و الصيدلي و كاتب القسم العسكري .
و كانت خدمة تكية مكة و الإنفاق عليها ميدانا للتسابق بين حكام الأسرة العلوية . و كان للخديوي عباس حلمي الثاني فضائل عظيمة على التكية .
و ينقل لنا قومندان المحمل المصري إبراهيم رفعت باشا بيتان من الشعر على باب التكية يقولان:
( لعباس مولانا الخديوي فضائل .. عليها دليل كل يوم مجدد
رأيناه قد أحيا تكية جده .. فقلنا أ عباس بني أو محمد ؟ )
و هذان البيتان يشيران إلى وجود إصلاحات و تعديلات على وظائف التكية أدخلها خديوي مصر عباس حلمي الثاني و الذي عرف باهتمامه بالآثار المصرية و العديد من الإصلاحات التي أجريت على المساجد و المباني الإسلامية في مصر تعود إلى عصر هذا الخديوي الرائع .
و يصف لنا رفعت باشا الجو الروحاني للتكية من الداخل فيقول ” و لو سمعت الأدعية المتصاعدة من قلوب الفقراء لرب هذه النعمة لأكبرت هذا العمل و لانساقت نفسك إلى أمثاله إن كان لديك سعة في المال و بسطة .
تكية المدينة المنورة
أنشأها إبراهيم باشا بن محمد علي بمنطقة المناخة على يسار باب العنبرية و يبلغ طولها 89 مترا و عرضها 50 مترا .
و قد زودها إبراهيم باشا بالمخازن و الأفران و المطابخ و يأتيها رزقها رغدا من القمح و الأرز و اللحم و غير ذلك من ديوان الأوقاف بمصر حيث تفتح أبوابها لكل الفقراء بدون استثناء و كذلك كانت تأتي رواتب الناظر و الموظفين الذين يعينون من قبل الحكومة المصرية .
و في عهد والي مصر سعيد باشا حظيت تكية المدينة المنورة بعنايته و أصدر أمره في شهر رمضان سنة 1277 هجريا / 1860 ميلاديا بزيادة مرتباتها من اللحم و الأرز و الغلال و غير ذلك بالإضافة إلى زيادة مرتبات موظفيها .
و اشتملت أوامر سعيد باشا على أن تجمع تلك النقود من إيراد بعض أملاكه الخاصة في مديرية البحيرة .. أما الغلال فترسل من الأرض التي يملكها في فارسكور . أما الأرز فيرسل من زراعة ديروط .
كما اشترطت أوامر الوالي المصري أن تكون مصاريف النقل مأخوذة من إيراد أرضه في البحيرة .
و بلغت مساحة الأراضي الموقوفة على هذه الأمور الخيرية أربعة آلاف وسبعمائة و واحدا و خمسين فدانا و هو وما يوضح حرص سعيد باشا على الإنفاق على التكية من ماله و أملاكه الخاصة حتى تكون قربي له عند الله يوم القيامة .
و في عام 1909 بلغت النفقات على التكيتين في مكة و المدينة 1960 جنيها فيما بلغ إجمالي نفقات مصر في الحرمين 50 ألف جنيه .
نري في الصورة الشيخ على الغزالي و هو يتكأ على أريكة في التكية و يتقاضي راتبا شهريا ضخما بمقاييس ذلك الزمان .
كان الحج يتكلف أيام الخديوي عباس 3 جنيهات فقط . جنيه لتأجير جمل يحمل أمتعة الحاج من مصر إلى الأراضي الحجازية و باخرة من نويبع تحصل على 50 قرشا و غذاء الجمل يكلف جنيه أو جنيه و ربع . و حينما يصل الحاج إلى الأراضي الحجازية يتوجه إلى التكية المصرية يأكل و يشرب و ينام و يحظى بالرعاية الطبية على حساب الدولة المصرية .
يذكر أن إطعام الفقراء في التكية لم يكن متاحا للمصريين فقط بل كانت مفتوحة أمام جميع المسلمين على اختلاف جنسياتهم . أما المصريين فقد تمتعوا دون غيرهم بميزة الإقامة و السكن داخل التكية طوال مدة أداء الشعائر المقدسة ..
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق