بعد انتهاء حرب أمريكا مع كوريا، قام الجنرال ماير المحلل النفسي في الجيش الأمريكي بدراسة واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم، فقد تم أسر وسجن حوالي ألف جندي أميركي في تلك الحرب في كوريا وتم وضعهم في سجن مطابقا للقوانين الدولية من حيث الخدمات المقدمة للسجين ومن حيث معاملته الحسنة ،لم يكن هذا السجن محصورا بسور عال مثل السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه إلى حد ما..
لكن التقارير كانت تشير إلى عدد وفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون. هذه الوفيات لم تكن نتيجة محاولة الفرار من السجن لأن السجناء لم يكونوا يفكرون في ذلك، بل كانت ناتجة عن موت طبيعي !
الكثير منهم كانوا ينامون ليلا ويطلع الصباح وقد توفوا رغم أن علاقتهم ببعضهم كانت علاقة صداقة مع اختلاف درجاتهم ورتبهم العسكرية وحتى علاقتهم بسجانيهم كانت علاقة ودية !
لقد تمت دراسة هذه الظاهرة لعدة سنوات، وقد استطاع ماير أن يحصل على بعض المعلومات والاستنتاجات من خلال هذه الدراسة :
1. كانت الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي يتم إيصالها إلى مسامع السجناء أما الأخبار الجيدة فقد كان يتم إخفاؤها عنهم.
2. كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم أو خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم.
3. كل من يتجسس على زملائه في السجن يعطى مكافأة ، والطريف أنه لم يتم معاقبة من خالف الضوابط وتم الإعلام بمخالفته عن طريق وشاية زميله في السجن، وهذا شجع جميع السجناء للتجسس على زملائهم، لأنهم لم يشعروا بتأنيب لضميرهم نتيجة تجسسهم وهكذا اعتاد جميع السجناء على التجسس على زملائهم والذي لم يكن يشكل خطرا على أحد.
لقد كشفت التحقيقات أن هذه التقنيات الثلاثة كانت السبب في تحطم نفسيات هؤلاء الجنود إلى حد الوفاة حيث أن:
1. الأخبار المنتقاة ( السيئة فقط ) كانوا يفقدون الأمل بالنجاة والتحرر.
2. حكايتهم لذكرياتهم كالخيانة ذهبت باحترامهم لأنفسهم واحترام من حولهم لهم.
3. تجسسهم على زملائهم قضى على عزة النفس لديهم ورأوا أنفسهم بأنهم حقراء وعملاء.
وكانت هذه العوامل الثلاثة كفيلة بالقضاء على الرغبة في الحياة ووصول الإنسان لحالة الموت الصامت. وهذا ما يطبقه الغرب علينا بحذافيره ، فنحن نعيش حالة (ا لعذاب الصامت ). في هذه الايام يسعى العدو لاختيار أسوأ الاخبار لإيصالها إلى أسماعنا ونحن نتقبلها دون وعي .
لذلك ينبغي علينا :
1. أن لا نستمع الى الاخبار السيئة فقط ولا إلى ارجافات المرجفين وتهويلاتهم .
2. أن نحترم من حولنا رغم اختلافنا ونتوحد ضد الاعداء .
3. أن نمتلك العزة ولا نفقد بالأمل بالله سبحانه والثقة به وبنصره.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق