وزيرٌ عثماني يرد على الأوربيين ويفحمهم !
يقول شكيب أرسلان في كتابه حاضر العالم الإسلامي :
"إن أحد الوزراء العثمانيين كان مرة في أحد المجالس في جدال مع بعض رجال الدولة في أوروبا فيما يتعلق بموضوع التعصب، فقال لهم الوزير العثماني، إننا نحن المسلمين من ترك وعرب وغيرهم مهما بلغ بنا التعصب في الدين فلا يصل بنا إلى درجة استئصال شأفة أعدائنا، ولو كنا قادرين على استئصالهم، ولقد مرت بنا قرون وأدوار كنا قادرين فيها على ألا نبقى بين أظهرنا إلا من أقر بالشهادتين وأن نجعل بلداننا كلها صافية للإسلام، فما هجس في ضمائرنا خاطر كهذا الخاطر أصلا..
وكان إذا خطر هذا ببال أحد من ملوكنا، كما وقع للسلطان سليم الأول العثماني تقوم في وجهه الملة، ويحاجه مثل زنبيلي علي أفندي شيخ الإسلام ويقول له بلا محاباة ليس لك على النصارى واليهود إلا الجزية وليس لك أن تزعجهم عن أوطانهم، فيرجع السلطان عن عزمه امتثالا للشرع الحنيف، فبقي بين أظهرنا حتى أبعد الفرق وأصغرها نصارى ويهود وصابئه وسامرة ومجوس، وكانوا كلهم وافدين ؛ لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين.
أما أنتم معاشر الأوروبيين فلم تطيقوا أن يبقى بين أظهركم مسلم واحد واشترطتم عليه إذا بقى بينكم أن يتنصر، ولقد كان في إسبانيا ملايين وملايين من المسلمين وكان في جنوب فرنسا وفي شمال إيطاليا وجنوبها مئات الألوف منهم، ولبثوا في هذه الأوطان أعصرا مديدة، ولا تزالون تستأصلونهم حتى لم يبق في هذه البلدان شخص واحد يدين بالإسلام ولقد طفت ببلاد إسبانيا كلها فلم أعثر فيها على قبر واحد يعرف أنه قبر مسلم".
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق